الاثنين، 23 أبريل 2012

أستاذ جراحة: ضرورة عمل مسح طبى لأعين الأطفال لاكتشاف الأمراض مبكرا

قد يصاب الطفل منذ ولادته بالكثير من أمراض العيون منها ما هو خلقى، ومنها ما ينتج من إصابات العين، ونظرا لأن الطفل يعجز عن التعبير عن نفسه لذلك لابد من الكشف المبكر على عين الطفل منذ الولادة وحتى بلغة سن 6 أشهر.

ويؤكد الدكتور عادل على الدين، أستاذ طب وجراحة العيون بمعهد بحوث أمراض العيون رئيس قسم عيون الأطفال بمستشفى أورام الأطفال 57357"، بضرورة عمل مسح طبى لعيون الأطفال للاكتشاف المبكر لمشاكل العيون عند الأطفال قبل الوصول إلى سن المدرسة، حيث قد يصاب الطفل بكسل فى العين، وهذا تعبير شائع، لكن المعنى غير مفهوم عند الكثير من الناس، وهناك خلط بين كسل العين وضعف الإبصار، فضعف الإبصار العادى يمكن تصحيحه بالنظارة الطبية، والوصول إلى مستوى النظر الطبيعى، أما كسل العين فهو انخفاض بنسبة الإبصار فى عين واحدة لا يمكن إصلاحه بالطرق العادية، لأن كسل العين ناتج عن إهمال المخ لهذه العين.

ما الأسباب التى تضطر المخ أن يهمل عينا من العينين؟

وبمعنى آخر ما أسباب إهمال المخ عين من العينين، إذا كان هناك عائق بصرى بهذه العين ويضطر المخ إلى استخدام العين السليمة ويقوم بإلغاء الصورة المشوشة من العين المصابة ومن أمثلة الإعاقات البصرية التى قد تصيب أحد عيون الأطفال بهذا الكسل:

أولا: أن يكون هناك عيب إبصار كطول النظر أو قصر النظر الشديد فى عين واحدة، مما يتسبب فى عدم تساوى الصورة ما بين العينين، ويتعذر على المخ الجمع بين الصورتين فى صورة واحدة كما هو المعتاد فيضطر إلى إهمال هذه العين، وهذا النوع من الكسل يمكن إصلاحه فى السنوات الأولى من العمر بعمل نظارة طبية مع تمرين العين الضعيفة بإغلاقها لعدد معين من الساعات يوميا ولا يصلح هذا النوع من العلاج عند الاكتشاف المتأخر أو بعد سن 8 سنوات.

ثانيا: قد يولد بعض الأطفال بعيوب خلقية بالقرنية أو سحابات تسبب ضعف الإبصار الشديد، وهذا إما فى عين واحدة أو فى العينين، فينتج كسل بعين أو بالعينين، ويمكن تفادى الأمر إذا تم إجراء العملية المناسبة بعملية ترقيع القرنية فى سن مبكرة، وتكون النتيجة غير مرضية إذا تم تأجيل العملية بعد الـ 10 سنوات من العمر.

ثالثا: مرض المياه البيضاء "الكتاراكت" ليس لدى الكثير من الناس معلومات عن أن المياه البيضاء يمكن أن تصيب الأطفال، مع العلم أن المياه البيضاء ليست نادرة الحدوث فى الأطفال، ومنها على سبيل المثال إصابات العين التى قد تسبب المياه البيضاء، وهناك المياه البيضاء الخلقية التى قد يولد بها الطفل أو تتكون فى الشهور الأولى من العمر، وهناك أيضا المياه البيضاء لدى الأطفال الناتجة عن أمراض أخرى بالعين كحالات الالتهاب القزحى أو الناتجة عن الالتهاب القزحى، فأيا كانت الأسباب مع تطور السبل الجراحية الحديثة فى مجال المياه البيضاء فقد أصبح التغلب على هذا النوع من المرض بمقدرة فائقة عن طريق شفط المياه وزرع العدسات الحديثة والمتطورة الموجودة حاليا التى تمكننا من استعادة البصر بنسبة عالية بتقنية خاصة للأطفال وبعدسات معينة ولكنها متاحة، ولكن يفضل أن يجريها جراح عيون أطفال متخصص فى هذا المجال.

رابعا: هناك سبب آخر لكسل العين وهو حول الأطفال عندما تصاب عين واحدة بالحول يكون هناك انحراف فى اتجاه الصورة لدى مستقبلات المخ، مما يسبب ازدواجية فى الرؤية فى المراحل الأولى من حدوث الحول فيضطر المخ إلى إهمال الصورة المنحرفة التى تؤدى فيما بعد إلى الكسل التام فى العين لتفادى هذه الازدواجية، لذا ننصح ببدء العلاج فورا عند حدوث الحول، والعلاج له طرق كثيرة وعديدة مثل استخدام النظارة الطبية مع تمرينات العين بتغطية العين السليمة لفترة من الوقت لعدد ساعات من اليوم أو التدخل الجراحى فى كثير من الأحوال، وهذا النوع من الحول يمكن علاجه بنسبة نجاح عالية إذا تم التشخيص المبكر فى الوقت المناسب وتطبيق العلاج المناسب فى الوقت المبكر.

ويقول الدكتور عادل من هنا تتضح أن الأسباب عديدة وإمكانية علاجها بنجاح متاح بشرط الاكتشاف المبكر، لذلك تظهر أهمية برامج المسح الطبى لعيون الأطفال على مدار سنوات مختلفة من العمر وأهمها فى مرحلة الـ 6 سنوات الأولى من عمر الأطفال، أو بمعنى آخر سن ما قبل المدرسة وهو المتبع فى كل دول العالم المتقدمة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق